Tuesday 17 June 2014

نظرة سريعة على لقاء امريكا وغانا

فوزين لغانا على امريكا فى أخر بطولتى كأس العالم 2006 فى دور المجموعات و2010 فى ثمن النهائى .هزيمتين جعلت المنتخب الامريكى متحفزاً من اى وقت مضى لرد الاعتبار والتقدم خطوة كبيرة فى بلوغ دور الستة عشر.وضح ذللك من التحمس الكبير الواضح على الاعبين والرغبة الكبيرة على الفوز.
مدرستين مختلفان فى التكتيك
غانا بدأت بشكل هجومى واضح من خلال 4-3-3 بلاضافة الى تقدم المستمر لظهيرى الخلف أوبارى ناحية اليمين وكودو اسامواة من ناحية اليسار مثلما يطوعة كونتى مع اليوفنتوس,قلبين دفاع هما منساة وبونى أمامها فى خط الوسط أثنان هما مونتارى ورابيو لظبط الآيقاع الدفاعى والتقدم من خلال مونتارى ليساعد اندرية ايو الذى لعب خلف الثلاثى الهجومى كرقم 10اما الثلاثى الامامى فكان جوردان ايوعلى اليمين وكريستيان اتسو على الشمال واسامواة جيان كرأس حربة تقليدى.كلنسمان اراد التوازن فى الاداء بالاضافة الى تركيز فى احراز هدف فى الدقائق الاولى.كلنسمان بدأ بطرقة 4-4-2 (diamond shape)والتى تم انتقادها كونها طريقة  لعب مفتوحة ويعيب عليها عدم تغطية الملعب بشكل كافى.جونسون من ناحية اليمين ودى ماركوس بيزلى على اليسار وقلبين دفاع بيسلر وكاميرون وبيكمان كقاعدة مثلث وبرادلى كرأس المثلث وفى وسط اليسار جونز واليمين بيدويا والتيدورى وديمبسى فى الهجوم.اعتماد كلنسمان على تقدم بيزلى وخلق جبهة يسارية هجومية مع تمريرات برادلى على الاطراف الملعب وانقضاض التيدورى وحرية تحرك ديمبسى خلف التيدورى بالاضاف الى الاداور المزدوجة لجونز وبيدويا الذين كانوا من العناصر المهمة خلال اللقاء أيضا سرعة بناء اللعب عند المنتخب الامريكى جعل سرعة الهجمات المرتدة وسرعة التحول من الدفاع الى الهجوم من اهم المميزاتيدويا والتيدورى وديمبسى فى الهجوم.اعتماد.كواسى ابياة اعتمد على طرفى الدفاع أيضا وهما اوبارى وكودو اسامواة مع تحركات الاطراف اتسو وجوردان ودعمهما من خلال صانع الالعاب أيو بالاضافة الى محاولات استغلال جيان اسامواة العرضيات من الجانبين.
أحداث سريعة متتالية
31 ثانية فقط تعلن عن تقدم امريكا بعد تمريرة من جونز لديمبسى يحرز منها الهدف الاول والاسرع .هدف اربك الغانين بعدها بسبب سوء توقيتة واربك المواقع التكتيكية للاعبين اما امريكا فعادت قليلاً للخلف للحفاظ على المكتسب فى اول ثلاثين ثانية.غانا بدأت فى الضغط رويدا والاندفاع اكثر فى المناطق الخلفية لامريكا مع استغلال اوبارى جبهة بيزلى المفتوحة بسبب تقدمة وبسبب طريقة (diamond shape)فتمت المحاولات تلو الاخرى بالاضافة الى التمريرات العرضية.
21 دقيقة فقط كانت كفيلة بأنهاء مشوار التيدورى فى كأس العالم.أصابة عضلية من النوع الطويل حسب التقارير الاولية ,اصابة تحسر عليها كلنسمان كثيراً فى كونها ستؤثر بلا شك على ذهاب امريكا الى الادوار البعيدة او ربما تحسر على اصرارة بعدم استدعاء دونافن الفتى المدلل لامريكا  قبل المونديال.
تكتيك غانى هجومى
غانا بدأت الشوط الثانى بهجوم مبكر وأضاعة ثلاث فرص على الاقل أعاد ابياة ترتيب مراكز اللاعبين فتحول أتسو من ناحية اليسرى الى اليمنى مع أعطاء اندرية أيو حرية اللعب على الناحية اليسرى وأضاف جورادن أيو كمهاجم ثانى لزيادة الفعالية داخل منطقة الجزاء
ومع ادراك كواسى ابياة بأن لابد من استخدام دكة البدلاء المتخمة بالنجوم ببنس بواتنج بدلا من جورادن ايو وبدقائق قليلة دفع بمايكل ايسيان بدلا من محمد رابيو .اندفعت غانا بكل ثقلها لتعديل النتيجة فضغطت بشدة فى منتصف الملعب ونجحت فى استرادد الكرة دوما من وسط الملعب الامريكى ونوعت هجماتها من خلال الاطراف كودو اسامواو واندرية ايو ومن ناحية اليمين من خلال اوبارى واتسو الذى تم تبديلة لاحقا بادمواة .حية اليمين من خلال اوبارى واتسو الذى تم تبديلة لاحقا بادمواة مريكى ونوعت هجماتها من خلال الاطراف كودو اسامواو واندرية ايو ومن نالضغط الرهيب من منتخب الغانى حصر المنتخب الامريكى فى منطقة الجزاء وجعلة يعتمد على الهجمات المرتدة من العمق بالاضافة الى تعديال مركز برادلى من رأس مثلث الى لاعب وسط فى العمق ليساعد بيكمان فى المهام الدفاعية تغيير وضع المنتخب الامريكى فى وضع سلبى طيلة الشوط الثانى .كلنسمان اعتمد على الالتزام لاعبية بالواجبات الدفاعية واعتمد ايضا على جيرمان جونز كلاعب دفاعى ووسط محورى .الاصابات لم تنتهى عند التيدورى فطالت بسلر وبيدويا فتم تبديلهما على التوالى ببروكس مدافع هرتا برلين وجوزسى.
تيم هاورد تألق بشكل كبير فى الذود عن مرماة فتصدى لفرص تلو الاخرى الا ان جاءت الدقيقة 82 تعلن هدف التعادل لغانا وانفجرت الفرحة بين الاعبين.
الحلم الامريكى يتجدد

بعد التعادل سرعت غانا اكثر من رتم اللعب فازادادت الهجمات والتسديدات لعلها تنهى اللقاء بفوز يدعم عقدة غانا على امريكا لكن من ضربة ركنية فى الدقيقة 87 ومن خلال سوء رقابة الفردية من مدافعين غانا ارتقى بروكس البديل واحرز هدف الفوز فى توقيت كانت فية معنويات المنتخب فى السماء .هدف حطم كل ماسعى الية المنتخب الغانى خلال الشوط الثانى وأضاع ثلاث نقاط شبة مستحقة.ثلاث نقاط وضعت امريكا فى افضلية كبيرة لبلوغ الدور الثانى ووضعت غانا فى مأزق عندما تواجة المانيا السبت المقبل.
وضاء البارونى

نظرة سريعة

Thursday 12 June 2014

اللقب يبدأ بخطوة

                                     

تظاهرات صباح يوم الافتتاح مع أستخدام العنف المفرط من قبل قوات الحماية تجاة المتظاهرين الذين يعبرون عن غضبهم بسبب إنفاق ما يقارب 14 مليار دولار على كأس العالم من دافعى الضرائب وليس كما وعدت الحكومة سابقاً بتمويلها من شركات وقطاعات خاصة.هكذا بدأت كأس العالم وسط أستعداد كبير من جانب الفريقين وحماس كبير خلال السلام الوطنى البرازيلى حتى مع توقف العذف أكمل الاعبون غنائهم مع الجمهور تماماً كما حدث فى أفتتاح كأس القارات العام الماضى فما على خوليو سيزار الا أن كتم بكاءةٌ من شدة الأنفعال.
كما توقع الجميع بدأ سكولارى بنفس التشكيلىة المتوقعة الذى خاض بيها جميع مبارايتة التجريبية وبطريقة 4-2-3-1 مع التغيير فى تركبيتها أثناء مجريات اللقاء فمع وجود خوليو سيزار فى حراسة المرمى وأمامة لويز وسيلفا
والفيس كطرف أيمن ومارسيلو كطرف أيسر ,جوستافو كمتوسط ميدان دفاعى متأخر بعض الشى ليكون حماية اضافية للمدافعين وبجانبة باولينو وامامهم هالك الذى بدأ اللقاء على ناحية اليمين واوسكار ونيمار خلف فريد رأس الحربة أما المنتخب الكراوتى فبدأ بنفس الطريقة 4-2-3-1 لكن باختلاف طريقة التنفيذ والتمركز فسرنا على ناحية اليمين وفرسالكو على اليسار نظراً لاصابة برانييتش  واثنان كمتوسطين دفاعيين راكييتش ومودريتش وبيرستش على اليمين وكوفيستش  واوليتش على اليسار ويلافتش كراس حربة نظراً لأيقاف ماندزوكتيش .
رهبة وقلق وتكتيك كراوتى
بدأ لاعبو البرازيل المباراة بقلق بدا واضحا من تناقل الكرة المستمر فى الخلف وعدم الدخول مباشرة فى اجواء اللقاء مما ساعد الكراوت فى تهديد مرمى سيزار بأول فرصة من كوفاستش .البرازيل أعتمدت بشكل صريح على نيمار الذى تنقل بحرية من الطرف اليمين و الايسر حتى أستقر بعد هدف كراوتيا فى الموقع خلف فريد  .هالك واوسكار بدوا غير قادرين على فتح أطراف المنتخب الكرواتى الذى اعتمد بضغط من منتصف الملعب مع وجود مودريتش وراكتيتش كمتوسط دفاعى مهمتهم تتمثل فى قطع الكرات والتمركز فى العمق وعلى ان  يمدون الثلاثى الامامى بكرات قطرية امامية فى غاية الدقة.باغت كوفاتيش سكولارى كما وعد فى المؤتمر الصحفى بأن فريقة لن يلجأ الى وضع الحافلة أمام المرمى فلجأ الى مباغتة  البرازيل من خلال ايفكيا اولتيش 35 عام من الطرف الايسر بسرعتة الكبيرة الذى أستغلها خاصة ان دانى الفيس تقدم كثيرا فى العشر دقائق الاولى لدرجة كدت اظن انة يلعب كجناح مهاجم فاستغل اوليتش هذا الفراغ المتروك فبدا يرسل كرات عرضية أرضية فى العمق.
أسواْ سيناريو
مع عدم ادراك البرازيلين سرعة اوليتش أستغلها الاخير فى تمريرة عرضية فى العمق بين أقدام لويز وسيلفا فأنقض يلافتش عليها فاعترضها مارسيلو فى المرمى بلا شك هذا قد يكون أسوا سيناريو فى مباراة أفتتاحية فى ارضك وبين جمهورك فسارع لاعبو كراوتيا بعدها فى الضغط الطولى على البرازيل للأستفادة من الهدف والعامل النفسى فتحرك أوليتش على الطرف الايسر وبيرستش على اليمين وابدع مودريتش فى لمساتة  لكن مع مرور الدقائق انكمش المنتخب الكراوتى فى العمق بدلاً أت يلعب بعرض الملعب.
عند الدقيقة 22 بدات البرازيل فى الدخول تدريجياً فى أواء المباراة فحاول سكولارى فى تسرعة رتيم الفريق مع أعطاء باولينيو مساحة أكبر قى التقدم لمساعدة نيمار واوسكار فى العمق.وعندما تلقى نظرة على الاحصاءات فنجد أن البرازيل كانت تستحوذ على 68% مقابل 32 لكراوتيا .
أوسكار ونيمار
فى ظل عدم ظهور حقيقى لشكل الجماعى البرازيلى أنطلق اوسكار رغم الحصار والضرب فى منتصف الملعب ورغم ضعف بنيتة مقارنة بلاعبين اخرين مرر الكرة لنيمار الذى أنطلق بدورة فى العمق ومن مجهود فردى سدد كرة محكمة على يمين بالتيكوسا صاحت معة الجماهير وأعاد الحياة للمدرجات.هدف نيمار أظهر قيمتة الثمينة كلاعب شاب أصبح مؤخراُ هو العنصر الحيوى فى الآداء البرازيلى وأن قرار سكولارى فى بناء الفريق حولة كان قرار صحيح .بعد التعادل تحكمت البرازيل فى الايقاع وهاجمت مرمى كراوتيا لكن دون خطورة حقيقة ساهم فيها تراجع الدفاع الكراوتى مع الاعتماد على التمركز الجيد واسلوب لعب جامد وملتزم بعض شى لتهدئة الاندافاع البرازيلى بعد التعادل.
الشوط الثانى واعطاء أوسكار مسئولية أكبر
بدأت البرازايل بشكل مخالف نسبياً فبدا يلعب بأنفاع هجومى أكثر مع الاعتماد على باولينو لاضفاء دور هجومى فى العمق ليساند نيمار مع تبديل الاطراف فأصبح أوسكار يلعب على الطرف الايمن نظراً لعدم فاعلية هالك خلال الشوط الاول من جهة وعدم التزام بشكل كامل بالواجبات الدفاعية من جهة اخرى مما ساهم فى اندفاعات أوليتش بالاضافة الى قوة داريو سرنا وتغطيتة الدفاعية ناحية اليمين الجبهة التى لعب فيها اوسكار(الجبهة اليسرى البرازيلية) فبهذا التحول أصبح أوسكار يلعب بحرية أكبر الشوط الثانى نظراً لتفوقة التكتيكى واللتقنى والبدنى على فرسالكو الطرف الايسر.
ضغطت البرازيل بالشكل المطلوب وأعتمد كوفاتش على الانكماش مع الاعتماد على نفس التكتيك الهجومى من خلال انطلاقات اوليتش( قلت أندفاعاتة البدنية نظراً لفارق السن ) وارسالة كرات عرضية أرضية فى العمق نظراً لفطنة كوفاتش بقوة مدافعين البرازيل فى الكرات العالية مع وجود لويز وسيلفا .
تغييرات لم تغير فى الامر شى لا شكلاً ولا مضموناً
أجرى كوفاتش تغييراً بنزول بروزفتيتش لاعب دينامو زغرب وصاحب 22 عام مكان كوفاتسيتش الذى يلعب فى نفس مركزة وسط مهاجم فاراد ان ينشط هذة المنطقة بوجود لاعب جديد بها رد علية سكولارى بتغيير فأخرج باوليينو ودفع بهرنانيس لاعب لاتسيو الايطالى لتنشيط الوسط الهحومى البرازيلى تبعة بتغيير اخر فاخرج هالك وادخل برنارد الموهوب  لاعب شاختار دونتسيك الاوكرانى لان سكولارى ادرك ان سرنا قد أغلق تماما اى منفذ من هذة الجبهة فاراد تنشيطها بنزول لاعب سريع ومهارى كبرنارد وفى خضم هذة التغييرات اطلق الحكم صفارتة معلنا ضربة جزاء للبرازيل
من العدل أحياناً استخدام الفيديو
ضربة جزاء خطفها فريد بحيلة وسط احتجاج مفهوم من لاعبى كراوتيا الذين اخضعوا اللقاء طبقاً لاسلوبهم الا أن ركلة الجزاء قد ادارات الامور رأساً على عقب وهذا قد يعجل من استخدام الفيديو لدرء مثل هذة القرارات  .أحرز نيمار الهدف الثانى وأستمرت البرازيل هجومها عن طريق اوسكار الذى بدا فاعلاً جداً ناحية اليمين اما المنتخب الكراوتى فارتبك بعض الشى فخرج يلافتش الغير متصل بباقى الخطوط ودفع بريبتش مكانة  مهاجم فيورنتينا الايطالى
دفاع صلب ومتوازن
أثبتت البرازيل بأن لديها مدافعين على مستوى فعند المنعطف الاخير من الشوط الثانى كثفت كراوتيا من الهجوم واندفعت الخطوط دون تحسب لدفاع فأصبح مودريتش يلعب خلف المهاجمين وترك راكيتش دورة الدفاعى فأنسل أوسكار فى العمق وتلاعب بمدافعين كراوتيا (1 ضد 3) واحرز الهدف الثالث والحسم بطريقة رائعة.
رجل المباراة
نيمار استحق بلا شك ان يكون صاحب هذة الجائزة فبهدفين فى توقيتين غاية الصعوبة ساهم بفوز فريقة,أعتمد علية سكولارى ولاعبون فكان عند حسن الظن.نيمار مرر49 تمريرة وسدد 4 محاولات على المرمى .
نظرة على الاحصائيات(الهجوم)
البرازيل سددت 14 محاولة مقابل 10 لكراوتيا و20 عرضية مقابل14 لكراوتيا وفى المقابل فأن كراوتيا نجحت فى تنظيف منطقتها الدفاعية ب 13 محاولة مقابل 7 للبرازيل و22 عرقلة دفاعية مقابل 13 للبرازيل .
21 خطأ مرتكب من قبل الدفاع الكراوتى مقابل 5 فقط وهذا يدل على مدى احترافية الدفاع البرازيلى فى استرجاع الكرة دون أخطاء.
565 تمريرة للبرازيل منها 162 فقط تمريرة قصيرة مقابل 411 لكراوتيا منها 110 تمريرة قصيرة وهذا يوضح  لجوء الفريقين للعب المباشر السريع.

البرازيل دخلت البطولة فى ظروف صعبة بما يحيطها من اجواء تظاهرية وعدم رضاء قطاع كبير من الشعب البرازيلى على هذة البطولة الا أن هذا الفوز قد يخفف من الاجواء المحيطة ويعزز من الروح المعنوية لقطع الست الخطوات المقبلة للفوز بلقب السادس.لت البطولة فى ظروف صعبة بما يحيطها من اجواء تظاهرية وعدم رضاء قطاع كبير من الشعب البرازيلى على هذة البطولة الا أن هذا الفوز قد

Tuesday 6 May 2014

أسبانيا برشلونة تيكى- تاكا


خَرج المنتخب الآسبانى أمام فرنسا فى دور ثمن النهائى فى كأس العالم 2006 بألمانيا وكان يضم حينذاك نواة الجيل الذى حقق كل شئ تقريبا على مستوى البطولات .فابريجاس ذو التاسعة عشر وانيستا ذو الثامنة عشر ربيعاً بجانب توريس وتشابى ودافيد فيا أعطوا الآمل للجماهير الآسبانية بكسر الاخفاق المتلازم للمنتخب, لكن خرج بخسارتةُ 1-3. بعدها أطلق لويس أراجونيس وعد بالفوز بالبطولة الآوروبية وسرعان ما عدَ العٌدة لهذا الوعد فقرر بعد النهائيات أن لا يستدعى  راؤل جونزاليس فتى مدريد واسبانيا الذهبى  وهدافها السابق.هاجمةُ العديد من النقاد خلال تصفيات كأس اوروبا 2008 بسوسرا والنمسا  وطالبوا باستدعاء راؤل مرة اخرى لكنة بررَ ذلك بأنة يبنى عهد جديد وأسلوب لعب حديث ومتطور يعتمد على الكرات القصيرة التى يتم تناقلها بسرعة كبيرة بالآضافة الى التحكم فى الكرة  والضغط العالى وتنويع الهجمات من خلال قنوات متعددة.اراجونيس رائ ان لاعبين مثل راؤل وسالجادو والبليدا يبطئون من رتم الاسلوب الجديد و هو مأخوذ  من اسلوب الكرة الشاملة الهولندية التى ابتدعها رينوس ميتشلز فى 1974 وبعدةٌ أخذَ فى تطويرها يوهان كرويف مع برشلونة منذُ 1988.

 بداية حُقبة جديدة فى تاريخ الكُرة الحديثة تمثلت فى بداية سطوُة جديدة للمنتخب الآسبانى على عرش أوروبا والعالم فأجتاز التصفيات بجدارة وتألق بشدة فى هذة البطولة بفضل توليفة جديدة اضافت اليها أسماء مثل دافيد سيلفا وسانتى كازورلا,أعطت الحيوية المطلوبة لفريق يريد أن يسيطر على الكرة بشكل مطلق مع سرعة تناقل الكرة بين الاعبين حتى فتح ثغرة يستطيع منها التسجيل.فاز المنتخب الاسبانى فى سبع مباريات وحقق أعلى نسبة استحواذ بنسبة 60% مع اعلى نسبة تمرير من بين المنتخبات المشاركة.رحل اراحونيس بعدها لتدريب بيشكتاش التركى وحل محلةُ ديل بوسكى ليقود بعدها الفريق الاسبانى من انجاز وراء انجاز.
تزامن تلك المرحلة من تجديد طريقة لعب وتكتيك المنتخب الاسبانى  مع رحيل ريكارد عن برشلونة فى نهاية موسم2008 اى بعد فوز المنتخب الاسبانى بكأس اوروبا  ليتولى بعدها فى قرار مفاجئ نسبياً  بيب جورديولا المدرب الشاب الذى لايملك اى خبرة تدريبية سابقة سواء تدريب برشلونة (ب) لموسم واحد,لكن القرار كان قد دعمة يوهان كرويف اسطورة برشلونة التدريبة وهو اول من وضع حجر اساس اسلوب برشلونة السلس فى التعامل مع الكرة. رغب جورديولا فى اتباع نفس الاسلوب لإقتناعة بهذة الفلسفة الكروية والذى يعتمد على ذكاء وابتكار وكثرة تحركات لاعبى الوسط فأستغنى عن رونالدينهو وايتو وكانوا من ضحايا التغيير كما حدث مع راؤل. فى نهاية موسم2009  تشبع لاعبى برشلونة امثال أنيستا و تشابى والصاعد من فريق (ب) حينذاك بوسكتيس وبيدرو بأسلوب التيكى تاكا وفرضوا سيطرته على الدورى الاسبانى وفازوا بالسداسية التاريخية. اسبانيا وبرشلونة كانوا وجهان للكرة السلسة واسلوب التيكى تاكا وللحق بدء اراجونيس وتم تطويرة على ايدى ديل بوسكى وجورديولا. فى كاس العالم 2010 ظهر قمة نضج لاعبى المنتخب الاسبانى(سبعة لاعبىن من برشلونة)فى كيفية تنفيذ هذا التكتيك المتبع فحصدوا اللقب لآول مرة فى التاريخ فى نفس الوقت مازال برشلونة يسيطر على الدورى رغم خسارتة فى مباراة نصف النهائى امام انتر ميلان بقيادة مورينو الذى يعد خبيرا فى كيفية التعامل مع هذا الاسلوب,للعللم برشلونة خسر امام الانتر ميلان ونسبة استحواذة للكرة 73%! الا أن هذا لم يمنع ديل بوسكى بأستخدام نفس الاسلوب فى كأس العالم 2010 مع زيادة الحرص الدفاعى قليلاً. فى هذا التوقيت لم يكن أحد يشك على الآطلاق فى قدرة التيكى تاكا قى فى امتاع الحماهير خصوصاً بعد فوز أسبانيا بكأس العالم واستمرار تألق برشلونة تحت قيادة جورديولا فكان الفوز بدورى الابطال لمرة الثانية خلال ثلاث مواسم هو أكبر دليل على نجاح اسلوب التيكى تاكا. موسم تلو الآخر يعقبة بطولة اوروبية او عالمية او محلية وبدأ النقاد والمحللون يتسائلون متى يسقط برشلونة او المنتخب الاسبانى وقبل أن اسرد موسم 2012 وما حدث فية من انجازات او بداية أخفاقات دعنى أقول أن نجاح اى فريق فى تنفيذ خطة تكتيكية معينة وما يترتب علية من نجاحات هو التوقيت نفسة والاعبين المتواجدين فى ذلك الوقت وقدراتهم التكنيكية والتكتيكية والعوامل والظروف المحيطة بهم وهذا ما حدث  مع برشلونة او المنتخب الاسبانى وهو تواجد هذا الكم من الاعبين الاستثنائين فى توقيت واحد.فى اخر مواسم جورديولا مع برشلونة خسر الدورى الاسبانى أمام غريمة الآزلى ريال مدريد الذى كان يدربة جوزية مورينو الذى استقدمة ريال خصيصاً لأيقاف المد الكتالونى خاصأ بعد لقاء برشلونة مع الآنتر فى نصف النهائى 2010.
راديكالية التحكم فى الكرة وعكسها
راديكالية التحكم فى الكرة من خصائص برشلونة او المنتخب الاسبانى وهو أن يظل الفريق يلعب طوال التسعين دقيقة دون أن يفقد الكرة ولكن فالمقابل قد يواجهة فريقاً يتسم براديكالية عدم التحكم فى الكرة مطلقاً وهذا ما نجح فية مورينو فأوقف برشلونة فى نهائى الكأس 2011 وفاز علية بهدف مع 33% نسبة التحكم فى الكرة!وحصد الدورى الاسبانى العام التالى بعد ان جمع 100 نقطة. تشلسى فى الدور نصف نهائى من دورى أبطال اوروبا لموسم 2012 اخرج برشلونة بنفس الطريقة الراديكالية فمن اربع محاولات على المرمى فى لقائين الذهاب والاياب نجح فى الفوز على برشلونة,فترك برشلونة يتحكم فى الكرة طوال المباراة ولم حتى يحاول الضغط من منتصف الميدان بل فقط تراجع الى خلف ولعب بشكل عميق للغاية.مع استقالة جورديولا  بحجُة عدم قدرتة على تحفيز لاعبى فريقة وعدم تحقيق الا لقب كأس اسبانيا على حساب اتلتيك بلباو واصلت اسبانيا تألقها فى امم اوروبا 2012 ببولندا وأوكرانيا وفازت بلقب بنفس الطريقة والاسلوب لكن مع بعض العقبات فى طريقها كالمنتخب الايطالى فى الدور الآول الذى اوقف بشكل كبير دوران الكرة حول الملعب او المنتخب البرتغالى فى نصف النهائى عندما دافع بعمق شديد وأعتمد على كريستانو رونالدو فى إنهاء الهجمات المرتدة الا أن ضربات الجزاء كانت لها كلمة الفصل لصالح أسبانيا.
مع إنتهاء حقبة جورديولا مع  برشلونة اراد مسئولى النادى استمرار نفس المدرسة المتبعة غير مدركين أنها وإن نجحت لفترة قصيرة فمن المستحيل أن تستمر الى الآبد.تيتو فيلانوفا الذى توفى فى أبريل الماضى متأثراً بسرطان الحنجرة  كان رفيق نجاح جورديولا فى سنوات المجد أرادو بتعاقد معة أن يكمل نفس المسيرة فحصد الدورى الاسبانى قبل 5 مراحل بفارق 15 نقطة عن ريال مدريد وبحصيلة 115 هدف لكن لقاء بايرن ميونخ فى نصف النهائى كان جرس أنذار أخر يدق على قدرة التيكى تاكا فى مواجهة طرق دفاعية بحتة او فرقاً تلعب بأسلوب دينامكى ومنظم بشكلاً كبير.0-7 محصلة نتيجة لقائين الذهاب والآياب وضعت هذا التساؤل محل الآعتبار.
أسبانيا وإن امنت تأهلها لكأس العالم التى ستقام الشهر القادم فى أخر مباراة لها فى التصفيات ورغم تعادلها أمام فرنسا وفلندا الا أن احد لم يشكك فى قدرات ديل بوسكى فى تطبيق هذا الآسلوب فى البطولات الكبرى خاصاً فى ظل التجديد الدائم الذى يسعى الية الخبير ديل بوسكى من خلال تطبيقات جديدة او من خلال محاولة تطوير أسلوب التيكى تاكا من خلال جزئيات وتفاصيل بسيطة دون الآخلال بشكل او المضمون ,وساعدة فى ذلك مشوار الفريق الجيد فى كأس القارات 2013 فوز على اوراجوى,نيجريا,تاهيتى بالآضافة الى ايطاليا فى نصف النهائى بضربات الجزاء أيضاً الا أن النهائى أمام البرازيل وضع هذا التساؤل من جديد. 0-3 هزيمة غير متوقعة وسط تراجع غير عادى فى مستوى اللعب وعدم القدرة على فتح قنوات جديدة للهجوم ومع لجوء الى التمرير بشكل مستمر! البرازيل وإن فازت فى حد ذاتة لم تكن بالمفاجاءة نظراً لثقل حجم المنتخب البرازيلى الا أن طريقة الفوز هى التى تعتبر مفاجاءة. فى المقطع السابق ذكرنا أن التيكى تاكا تعانى أما الفرق المنظمة كالاسلوب البافارى المتبع العام السابق تحت قيادة يوب هاينكس والذى يجمع بين السلاسة فى التمرير مع ألاحتفاظ الدائم للاعبين بمراكزهم أو مع الفرق التى تلعب بأسلوب دفاعى يتمركز فى العمق بشكل كبير الا أن البرازيل نجحت فى الفوز 3-0 باسلوب لعب هجومى وبطريقة مباشرة مع وضع لاعبى النتخب الاسبانى تحت الضغط معظم أوقات المباراة رغم استحواذ أسبانيا بنسبة 53% الإ أن عدد التسديدات على المرمى كان لصالح البرازيل 8 قابل 7 ووضحت من خلال مجريات عدم قدرة دفاع الاسبانى فى مواجهة سرعة ثلاثى هجومى كنيمار وفريد وهالك.

تفتخر برشلونة دائما بيوهان كرويف صانع نهضة برشلونة الحديثة فبلاعبين أمثال جورديولا نفسة وبريان لاودروب ,ستويشكوف,روماريو حصد أحدى عشر لقب بين محلى وأوروبى وعالمى و بمجيئة فى عام 1988 وضع أسس فلسفة برشلونة الحالية مبنية على أطار فلسفة هولندية خالصة وهى الكرة الشاملة.   
الكرة الشاملة والتيكى تاكا
وجهان لكرة الجميلة,(التيكى تاكا) اسم أبتدعة المعلق الآسبانى اندرياس مونتيس خلال تعليقة على أحداث أسبانيا وتونس فى كأس العالم 2006 وقد أطلق هذا المصطلح عندما كان يشرح أسلوب المنتخب الاسبانى فى تقديم التمريرات الآنيقة من خلال لاعبى الوسط . فى سبيعنات القرن الماضى تحاكى الكثيرون على أسلوب الفريق الهولندى تحت قيادة رينوس ميتشلز  وفريق أياكس أمسترادم ايضاً الذى حصد لقب الدورى الهولندى عام 1972 بستة واربعين فوز دون خسارة أو تعادل!
وبين الكرة الشاملة والتيكى تاكا فروق طفيفة نسبياً .فعندما أسست هذة النظرية التكتيكية كان مفادها أن حارس المرمى هو الوحيد الذى يكون مركزة ثابتاً غير ذلك يتم تبادل مراكز الاعبين بشكل دورى ومستمر خلال لقاء فالمدافع يستطيع أن يلعب فى خط الوسط والعكس وخط الوسط قد يلعب مهاجماً والعكس ,والاعب الذى يخرج عن مركزة يملئ مكانة لاعب أخر.على سبيل المثال عندما يتقدم المدافع الايمن ليشغل مركز الجناح الآيمن فيقوم بدورة قلب الدفاع وهكذا.
يعتبر رينولدذ هو أول من أسس الكرة الشاملة بين عامى 1910و1920 وكان من بين الاعبين الذين دربهم هو رينوس ميتشلز وتم تطوير فلسفة الكرة الشاملة من خلال المنتخب المجرى فى الخمسينات.
فمركز وسط المهاجم او الاعب خلف رأس الحربة هو الدور الذى شغلة كرويف ومن خلالة شغل أكثر من ركز كالجناح الآيسر او الآيمن. تتشابة التيكى تاكا مع الكرة الشاملة فى خط الدفاع المتقدم و التحكم بالكرة من خلال التمرير ,الضغط المتقدم بطول وعرض الملعب بالآضافة الى التغيير المستمر فى مراكز الاعبين كما يحدث حالياً مع برشلونة  أو المنتخب الآسبانى  فمثلا بدرو ردودريجز ,أنيستا ,ميسى ,اليكس شانشيز  كلهم لاعبين مع برشلونة دون أن يكون لهم مركز محدد فى مربع أو قطر ثابت. طبقاً لنظرية التطور فمركز خلف رأس الحربة أصبح مع التيكى تاكا هو محور الاداء فأطلق علية (false9) اى رقم تسعة المزيف وهو المركزالذى يشغلة ميسى فى معظم الآحيان أو فابريجاس فى نهائيات أمم أوروبا 2012 ,أيضاً ضمن نظرية التطور فالتحكم بالكرة أصبح هو الهدف فى بعض الآحيان اكثر من التسجيل ففكرة التحكم بالكرة هى محور تلك الفلسفة الكروية فى أن تبقى دائما الكرة تحت السيطرة وبالتالى الخصم .
من الاختلافات التى ظهرت بفعل تطوير الكرة الشاملة نجد أن الكرة هى التى تتحرك أكثر من لاعبين وتجد أيضاً عملية أختيار لاعبى وسط فى مراكز قلب الدفاع ليتم بناء اللعب من الخلف الى الامام  عن طريق التمرير القصير,نجد ذلك فى حالة ماسكيرانو مع برشلونة أو خافى مارتينز مع بايرن ميونخ أو العكس كما فى حالة دافيد لويز مع تشلسى . من المدربين الذين لا نسنطيع إغفال تأثيرهم على تطوير الكرة الشاملة والتيكى تاكا هو مارتسيلو بيلسا المدرب الآرجنيتيى المهوس بالتكتيك والذى أعتبرة جورديولا أفضل مدرب. لقد تابع الجميع كيف جعل المنتخب تشيلى يلعب كرة سلسلة تعتمد على التمرير القصير والشكل الهجومى وحقق النجاح ذاتة خلال فترة قصيرة مع أتليتك بلباو فصعد معة الى نهائى اليوروبا ليج فى موسم 2012.
التيكى تاكا والكرة الشاملة هما فلسفتان متضادن للهجمات المرتدة فهى طرق أستباقية للهجوم .ولاشك فى أن هذا الاسلوب ممتع عندما يكون أيجابياً وهو أمتع المتابعين فى السنوات الآخيرة وكم البطولات التى تم تحقيقها بهذة الطريقة تستحق الاحترام لكن عندما لاتسير الآمور بشكل جيد من خلال عدة سقطات على مدار الاعوام الستة  هل هذا يدفع الى تغيير جذرى ؟ ونسف سنوات من النجاح المتتالية بهدم فلسفة ومنظومة تكتيكية تطورت على مدار أعوام؟
الآراء الفنية والآقاويل كثرت ومنها ما ذكر بأن حُقبة التيكى تاكا أنتهت وبأن اللعب المباشر والآعتماد على الهجمات السريعة والمرتدة مع دفاع يلعب بخط متأخر و من العمق واثنان متوسطى ميدان بنزعة دفاعية هى حل السحرى للوصل الى الى منصات التتويج والدليل على ذلك ريال مدريد وأتليتكو مدريد.اما أخرون يرون أن هذا هو النموذج المثالى للعب الحديث والآكثر جاذبية وبين هذا وذاك لا يوجد رأى صحيح والآخر خاظئ , فأسلوب التيكى تاكا وأسلوب اللعب المباشر نجحا خلال الآعوام الماضية فى تقديم كرة قدم جذابة ما بين الجمالية و الخططية وقد نرى فى كأس العالم أو فى الموسم القادم أضافة بعض التفاصيل البسيطة التى تساعد على تطور التيكى تاكا وتجعلها اكثر أيجابية وتوازن.
لقاءات مهمة أثرت فى كيفية هزيمة التيكى تاكا
  • امريكا- أسبانيا 2-0(نصف نهائى كأس القارات 2009)
  • تشلسى-برشلونة 0-0 و1-1(نصف نهائى أبطال اوروبا 2009)
  • أنتر ميلان-برشلونة 3-1 و0-1(نصف نهائى دورى أبطال أوروبا موسم 2010)
  • سويسرا- أسبانيا 1-0(الدور الآول لكأس العالم 2010)
  • ريال مدريد-برشلونة 1-0(نهائى كأس ملك أسبانيا 2011)
  • تشلسى –برشلونة1-0و2-2نصف نهائى ابطال أوروبا 2012)
  • أيطاليا – أسبانيا 1-1(الدور الآول كأس اوروبا 2012)
  • بايرن ميونخ-برشلونة3-0و4-0(نصف نهائى أبطال أوروبا 2013)
  • البرازيل-أسبانيا 3-0(نهائى كأس القارات 2013)
  • ريال دريد-بايرن ميونخ 1-0 و4-0(نصف نهائى أبطال أوروبا 2014)

وضاء البارونى




Wednesday 30 April 2014

بين الواقعية والسرعة وفلسفة الملل

أن تلعب بطريقة 4-4-2 أو 4-3-3 فهذا لن يغير من نتيجة المباراة فالعامل الذهنى وكيفية تطبيق اللاعبين للتفاصيل الصغيرة داخل اللعب هو الذى سوف يحسم القاء,وهذا ما صرح بة كارلو انسيلوتى قبل المباراة .الريال بدأ القاء بأفضلية طفيفة وهى الفوز بلقاء الذهاب 1-0 بهدف لكريم بنزيمة والبايرن يريد أن يثبت ان فلسفة جورديولا هى الامثل وأن مباراة العودة فى ملعب اليانز ارينا ستكون مختلفة شكلا ومضموناً.الفريقين دخلوا اللقاء باجواء متشابهة فريال مدريد فاز على اوساسونا فى المرحلة الخامسة والثلاثين بنتيجة 4-0والبايرن سحق فيردير بريمن 5-2 والمدربان بدؤا فى هاتين المباراتين بالتشكيلة الاساسية حتى يستعد اللاعبين بأفضل طريقة ممكنة.جورديولا يعلم أن وصول البايرن لنهائى الثالث على توالى سيعد أنجازاً بكل المقاييس وسيحسب لة لكنةُ يعلم ان ريال مدريد ليس كبريمن وأن اختراق دفاعات ريال مدريد يلزم الابتكار والسرعة وهذا ما سرع فى أنهيار البايرن المفاجئ.أما ريال مدريد فيلاحقةُ حلم الوصول لنهائى الآوروبى بعد محاولات دامت اثنى عشر سنة اى منذ الفوز بالبطولة عام 2002 امام بايرن ليفركوزن 2-1على ملعب هامبدن بارك بجلاسجو وعلى ما يبدو انةٌ وجد ضالتة هذة المرة فى كارلو انشيلوتى الذى يتقن فلسفة الواقعية والسرعة ويطبقها لاعبون امثال بايل ,رونالدو ود ي ماريا بشكل رائع.
ريال مدريد
بدا بطريقتة المعتادة على الورق وهى 4-3-3 بكاسيس الحارس الآوروبى (سؤال محير كيف لا يلعب كاسيس كحارس اساسى فى الدورى؟) الصاعد كارفخال على الجبهة اليمنى كوانتيرو على الجبهة اليسرى وقلبين دفاع عملاقين وها بيبى وراموس و ثلاثى وسط مع تمركز الونسو كرأس مثلث من الخلف ودور الذى يؤدية هو قطع الكرات وتمهيد بدء الهجمات ثم على ناحية اليمين لوكا مودريتش وعلى اليسار المتطرف نسبيا يأتى دى ماريا وثلاثى امامى هما بايل على اليمين بنزيمة فى العمق ورونالدو لاعب حر لكن يميل قليلا لناحية اليسار.
بايرن ميونخ
بدا من حيث ما أنتهت بة مباراة الذهاب وبنفس التشكيلة باستثناء وجود فيليب لام منذ بداية المباراة بدلاً من رافيينا 4-2-3-1لام والابا على اليمين واليسار ودانتى وبواتنج قلبين دفاع ,كروس وشفانشتيجر وسط دفاعى وروبن  ما بين اليسار واليمين وريبرى طرف متقدم  ومولر خلف مانزوكيتش الذى يلعب كمهاجم متقدم
دفاع متأخر وتوتر لاعبى بايرن ميونخ
ريال مدريد بدأ القاء بتحفز كبير وتمركز جيد للاعبين فى مناطقهم وعدم اعطاء مساحات واسعة للاعبى البايرن ومحاولة تخفيف من سرعة التمريرات من خلال الضغط بطول الملعب وبسرعة عالية وارباكهم فمع اول خمس دقائق ظهر التوتر على لاعبى البايرن وعدم دقة بناء اللعب بالاضافة الى العصبية الزائدة مع لاعبين الخصم ,ريال مدريد ظهر بطريقة 4-4-2 بمرور الوقت مع وجود بايل كطرف ايمن ورونالد بجوار بنزيمة فى خط الهجوم فأعطى السرعة والايجابية  فى طريقة لعب ريال مدريد.
 مودريتش والونسو شكلا ثنائى وسط متكامل مع وجود دى ماريا عندما يتراجع الفربق فى حالة الدفاع وانطلاقة ناحية اليسار فى حالة الهجوم بالآضافة الى دفاع المتأخر الذى يجيدة كارلو انشلوتى فظهر ريال مدريد بشكل منظم وواضح اما البايرن فلجأ الى تمرير ثم التمرير لايجاد ثغرة يخترقون منها.
البايرن اظهر عدم تمكنةُ من فرض سيطرة مطلقة وعدم تهديد مرمى الريال بشكل جٍدى ما عدا نسبة الاستحواذ على الكرة الذى يجيدها لاعبو جورديولا.اندفاع لاعبى ريال مدريد اطهر رغبتهم بعكس البايرن الذى بدا علية علامات غياب التركيز ,شراكة  كروس وشفاينشتيجر لم تكن مثمرة بشكل كبير فلم يقوموا بالاندافع المناسب والاعتماد فقط على التمرير للأطراف اذا كان روبن او ريبرى الذى وضح علية ابتعادةُ عن مستواة المعهود.
الكرات الثابتة
ركنية فى الدقيقة السادسة عشر نفذها العبقرى مودريتش وضعها راموس برأسية متقنة احرز منها الهدف الاول الهدف اظهر عدم التعامل الجيد من لاعبى البايرن مع الكرات الثابتة بشكل عام هذا الموسم وارتبك البايرن بعدها وفشل فى بناء هجمة ذات فاعلية على مرمى الخصم وواصل التمرير لكن دون جدوى.فى الدقيقة العشرين و من مخالفة غير مباشرة صنعها دى ماريا احرز راموس الهدف الثانى فى غياب تام لدفاع البايرن وبعد الهدف الثانى خرج بايرن تماما من منظومة جورديولا وسادت العشوائية فى تحركات وتمركز اللاعبين ورغم نسبة 64 % فى التحكم لصالح اليايرن وعدد التمريرات الهائل الذى وصل 433 لبايرن مقابل 210 لريال مدريد فى الشوط الاول الا ان هذا لم يعطى اى افضلية لبايرن ميونخ وقضى رونالدو بالهدف الثالث على اى امل لبايرن فى هذا القاء. هدف رونالد يعد الخامس عشرلة فى هذة البطولة ويعد رقم قياسى جديد فى وحطم رقم ميسى (14)هدف والتافينى نجم اسى ميلان السابق وقصة الهدف بدأت من دى ماريا فى وسط مررها الى بنزيمة الذى شغل الجانب الآيمن فى هذا التوقيت ومنة الى بايل( اثبت انة من انجح الصفقات ريال مدريد فى اخر عشر سنوات بعد كريستانو رونالدو ورنالدو البرازيلى  وزيدان)وبسرعة فائقة ووسط مراقبة من دانتى مررها الى رونالدو .الهدف أظهر الطريقة الذى يبدأ بها الريال هجماتة فمن عمق الوسط مودربتش الى ناحية اليسار او اليمين الذى ينطلق منها دى ماريا او رونالدو عندما يشغل هذا الجانب ,الهدف ايضاً اظهر الحالة الرثة لدفاع البايرن الذى لم يكن قادرا على غلق المساحات والحد من سرعة الريال فى بناء الهجمات المرتدة والتى كان يعلم بها جورديولا.
لوكا ومودريتش ماكينة التمرير ودى ماريا وادوارة الدفاعية والهجومية
لا شك بأن مودريتش يلعب دوراً حاسما فى تألق ريال مدريد فى اخر فترات الموسم ,تمريراتة الحاسمة ورؤيتة الثاقبة والدور الدفاعى الذى يؤدية كل هذا جعل منة لاعبا فذاً ومهماً فى خط الوسط.41 تمريرة بنسبة 78%تمريرات صحيحة بالاضافة الى قطع مسافة 11 كيلو خلال المباراة جعلتة من اهم مفاتيح اللعب, والدور الذى لعبةُ دى ماريا فى ايقاف جبهة لام وريبرى كبلت يد الفريق فى اظهار فاعلية تذكر .رونالدو ظهر هو الاخر كعادتة وفرض اسلوبة وسرعتة وضحت ايضاً خلال فرصتة فى الدقيقة 37 فى كيفية مواجهة دانتى .الباقى من دقائق الشوط الاول لم تكن الا تكرار لمشهد التمريرات وعدم استطاعة البايرن بأن يضع الخصم تحت اى ضغط مقابل ظهور ريال مدريد كفريق متماسك ولدية من الاتزان ما يكفى للعبور الى مباراة النهائية. 
تكرار نفس أخطاء الشوط الاول
أعتقد البعض قدرة بايرن على العودة فى نتيجة المباراة وتوقع البعض تغيرات فى الشكل الهجومى وهو ما حدث بالفعل من خلال نزول خافى مارتينز مكان ماندزوكتيش فتقدم موللر الى امام اكثر مع محاولة ريبرى فى اختراق العمق الدفاعى لريال مدريد واصبح مارتينز يلعب كليبرو وسط دفاعى لسد الثغرة الواضحة فى عمق وسط بايرن ميونخ الذى سمح لريال مدريد بالضغط على هذة المنطقة فاراد ان يغلقها بنزول مارتينيز و مع اعطاء حرية هجومية اكثر لشفانشتيجر وتقدمة الى شغل ناحية اليسار ومع تقدم الظهيرين لام والابا اكثر واكثر استمتع ريال بمساحات شاسعة خاصةً ان لدية لاعبين مثل بايل رونالدو ,دخول ريبيرى فى العمق لم ياتى بجديد واستسلم روبن لغلق الجبهة امامة من قبل دى ماريا وكوانتيرو,زج بعدها بجوتزة وبيتزارو بدلاً من ريبيرى ومولر فغابت الفاعلية والحلول الهجومية اكثر من ذى قبل لعدم وضوح اى رؤية هجومية  .
أيسكو  بدلاً من بنزيمة
نزول أيسكو بدلاً من بنزيمة أعطى رونالدو  مساحة اكبر فى العمق وهذا زاد من متاعب الفريق البافارى
فاصبح رونالدو يلعب كرأس حربة صريح بجانب بايل واعطاء ايسكو دور بايل فى الشوط الاول مع اضافة دفاعية,فنشط خط الوسط واعاد لة كارلو حيويتة مرة اخرى.
نزول فاران بدلاً من راموس وكاسميرو بدلاً من دى ماريا ما هى الا تنشيطات على مستوى حيوية الفريق واراحة العناصر اساسية  كراموس ودى ماريا بعد ضمان النتيجة  .رونالدو اجهز على البافارى بالهدف الرابع من ضربة مباشرة رائعة اكملت تألقة فى هذا القاء واظهرت حالة التشتت الذى بدا عليها بايرن خلال القاء.
الخلاصة
ريال اتسم بالواقعية الشديدة والسرعة فى انهاء الهجمات فبرغم من13 محاولة لريال 7 منهم على المرمى مقابل 19 لبايرن الا انهم نجحوا فى احراز 4 اهداف ورغم تقريبا ضعف محاولات التمرير825 لبايرن مقابل 417 لريال الا ان ظلت خطورة ريال اكثر.
بايرن ميونخ تعادل معة الارسنال وفاز علية مانشستر سيتى هذا الموسم فى الدورى الابطال على ارضة واكمل علية ريال مدريد برباعية تاريخية.فلسفة جورديولا هى التحكم بالتمرير والتحرك المستمر نجح فيها كثيرا مع بايرن هذا الموسم وحسم الدورى قبل سبعة اسابيع من نهايتة وحصد جميع الالقاب مع برشلونة لكنة فى ذات الوقت فى نصف النهائى لعام 2012 امام تشيلسى فشل ايضا فى حل العقدة الدفاعية الذى صنعها دى ماتيو فى ذلك الوقت وها هو يفشل فى فك طلاسم مدريد الدفاعية.كارلو انشيلوتى عرف كيف يفكك وسط البايرن الذى هو مصدر قوتة وجورديولا لم يعرف كيف يتعامل ويوقف واقعية وسرعة مدريد.
من المبكر الحكم على تجربة جورديولا او المقارنة بينة وبين يوب هاينكس الا ان كل منها اضاف شئ للبابرين مع اغفال عنصر اخر فيوب هاينكس فى مباراة نصف النهائى العام المضى امام برشلونة فاز على برشلونة ذهابا وايابا 4-0 و0-3 مع نسبة استحواذ تصل الى 60% لبرشلونة وحصد اللقب اما جورديولا فخرج من نصف النهائى بنسبة 64% وهزيمة ذهاباً واياباً 1-0 و4-0  ولنرى كيف يعود البايرن من جديد ؟
اما الريال فلاشك انة قدم هذا الموسم خاصة فى دورى الابطال رسم خططى وتكتيكى صلب ماعدا لقاء دورتموند
فى اياب ربع النهائى الا انة فريق يستحق الوصل الى النهائى خاصة انة سيقابل اتليتكو مدريد الذى يعتبر افضل خط دفاع فى الدورى الاسبانى هذا العام بالاضافة الى دور ديجو سميونى فى جعل الفريق قوة ضاربة هذا الموسم بتصدرة الدورى الاسبانى او تشيلسى الانجليزى بقيادة مورينو الدرب ذو السمعة الدفاعية المتحفظة والمدرب السابق لريال مدريد فلا شك انها ستكون مواجهة من أجمل مواجهات النهائية فى دورى ابطال أوروبا.


 وضاء البارونى