Sunday 15 March 2015

طريقة 3-5-2 و أعادة أكتشاف المدرسة القديمة


2-3-5 أو 3-4-1-2 هى كلها طرق مشتقة من طريقة 3-5-2. 3-5-2 عرفت فى ثمانيننات القرن الماضى ولنجاحها وحصول العديد من الفرق التى اتقنت هذة الطريقة على عدة بطولات مع تحقيق كرة قدم جيدة فى ذات الوقت ,انتشرت بسرعة شديدة وتبنتها عدة منتخبات وطنية واندية كبرى نظراًا لفعليتها فى ذلك الوقت.

3-5-2 نشأت فى وطن عبقرى الكرة فى هذا العقد وهو دييجو مارادونا وساعد نجاح المنتخب الارجيتنى وخاصة فى الفترة مابين 1986 وحتى 1990 على انتشار وتوسع هذة الاستراتجية بل وتطويرها مع جعلها مرنة وتتناسب مع عدة ثقافات كروية مختلفة من قارات مختلفة 
تعريف 3-5-2
هى ببساطة تتكون من ثلاث مدافعين على أن يكون احد منهم متأخر بعض شى وهو ما سُمى سابقاً بليبرو و خمسة لاعبين فى خط الوسط على أن يكون الطرف الأيمن وألايسر ظهيرين فى حالة الدفاع وأجنحة هجومية فى حالة الهجوم واثنان يشغلان المراكز الهجومية حسب تكتيك الفريق فقد تكون 3-5-1-1أو 3-6-1كما حال أستراليا فى كأس العالم تحت قيادة جوس هيدنك مركز قوة

مركز القوة 3-5-2
 حسب تعريف عدة خبراء ونقاد ومدربين فى هذة الطريقة تكمُن فى ظهيرين الاطراف وثقل الفريق ونجاح الاسلوب يعتمد عليهم بشكل كلى وهما أن فشلوا فى الحفاظ على نسق والرتم والسرعة فشل الفريق ككل فى تطبيق التكتيك. ظهيرى الاطراف هما مسئولين بشكل كامل فى لعب دورين فى ان واحد فهما فى حالة الدفاع ملزمين برجوع الى خلف وغلق المساحات على أجنحة الفريق المنافس وفى حالة الارتداد الى الهجوم هما ملزمين بتقديم الدور الهجومى والمساعدة اللازمة فى بناء اللعب و المساهمة فى  الكرات العرضية للمهاجمين.أمثلة كثيرة للاعبين نجحوا فى ابراز الامكانيات الكاملة لدور الظهيرين كجارى نيفل فى انجلترا فى فترة ما بين 1996 و1998 و كافو وربيرتو كارلوس فى كاس العالم 2002.
باقى مراكز ثقل الفريق فى حالة 3-5-2تكمن فى المدافعين الثلاثة وهى فى كرة القدم تسمى بمبدأ التوازن ,فعندما يلعب الخصم  ب)بطريقة 4/4/2 فهنا عندما يواجهةُ الخصم أ) بطريقة 3-5-2 فهذا سيساعد الفريق  أ)على مراقبة ثنائى الهجوم مراقبة مركزية او رجل لرجل بالآضافة الى وجود لاعب ثالث يساعد على تغطية الفراغات التى تترك بسبب التحركات المستمرة والمراقبة وهو يمثل أحتياطى دفاعى للفريق .
وسط الفريق هنا مهمتة تتمركز فى استرادد الكرة و توزيع اللعب على طرفى الملعب و قد يتكون من ثلاثة لاعبين على شكل مثلث مقلوب كما فى حالة أنجلترا فى يورو 1996 أو فى بعض لقاءات هولندا فى كأس العالم الآخيرة او مثلث يتقدمة لاعب خط وسط دفاعى تقليدى او لاعب وسط دفاعى مرتكز,قد يضيف عليهم أحد المهاجمين ليكون لاعب وسط متقدم  حراً يساعد على تقديم دور الرابط او يكون كما حالة مارادونا فى كأس العالم 1986

بيلاردو و مارادونا 1986
فى اواخر عام 1984 ومع تخبط نتائج المنتخب الارجيتنى تحت قيادة بيلاردو مدرب المنتخب حينئذاك ومع تحقيقة 3 انتصارات فقط فى 15 مباراة وعدم نجاحة فى توظيف مارادونا اصبح منصبة فى محل خطر و مع قرب الاقالة,حاول بيلاردو فى فك العقدة فأصبح يفكر فى كيفية توظيف مارادونا ولجأ الى طريقة 3-5-2  وبالاحرى 3-5-1-1.ظهرت خطورة الارجتين منذ ذلك التحوير وتخطى المنافسين الى أن فاز بالمباراة النهائية على المانيا الغربية 3-2.أستخدام بيلاردو لطريقة 3-5-2 اعطت مارادونا مساحات عرف كيف يتم استغلالها, فبوجود خماسى وسط ملعب ساعد مارادونا ليكون حراً خاصة فى منطقة الثلث الهجومى.
المانيا 1990,1986 و بيكنباور
فرانز بيكنباور كان قائد المنتخب الالمانى فى كاس العالم 1974 والفائز بلقبها وحينها كان يلعب بطريقة 1-3-3-1-2وكان يقوم بدور الليبرو خلف المدافعين الثلاثة وكان هيلموت شون مدرب المنتخب اللامانى وقتها يستخدم بيكبناور فى ادوار متقدمة حسب احتياج المباراة لذلك. خلال بطولتى كأس العالم 1986و1990 طبقَ المنتخب الالمانى طريقة 5/3/2 بوجود برتهولد على الطرف الايمن وبريمة على طرف الايسر ولآن بيكنباور كان يعتمد على خطط منافسية فحول طريقة لعب المنتخب الالمانى الى  3-4-1-2 وأصبح ماتيوس الذى كان يؤدى دور ليبرو خط الوسط أصبح صانع العاب او رقم 10. المانيا استمرت فى تطبيق طريقة 3/5/2 فى السنوات الى تلت كأس العالم 1990 حتى أن نالت لقب يورو 1996 على حساب التشيك بقيادة بيرتى فوجتس.
النجاح الكبير التى حصدتة طريقة 3-5-2  من خلال الفوز منتخبات الارجتين والمانيا ببطولات كأس العالم واليورو جعلت هذة الطريقة هى الطريقة المفضلة لمعظم الفرق فى تلك الحقبة الزمنية مما دفع منتخب انجلترا تحت قيادة تيرى فينابلز فى يورو 1996 باستخدامها فى مواجهة المانيا فى الدور قبل النهائى رغم ان انجلترا تشتهر منذ عقود طويلة ب 4/4/2. أنجلترا تحت قيادة جلين هودل فى تصفيات كأس العالم و البطولة ذاتها استخدمت مابين 3-4-1-2 و 3-5-2 . كراوتيا وجيلها الذهبى فى فترة مابين 1996 و2000 تحت قيادة بلازيفتش طبقت 3-5-2 على اكمل ما يرام خاصة بوجود بيلتش فى دفاع ويارنى كظهير ايسر وسميتش كظهير ايمن وبوبان صانع العاب متأخر, كثيرين يعتقدون سر نجاح هذا المنتخب يكمن فى كيفية تطبيقة لهذا الاسلوب فى ذلك الوقت لآنة ببساطة كان يمتلك ظهيرين يعرفون متى ينطلقوا للهجوم فيشكلون خماسى هجومى صعب أيقافة وفى دفاع يتحولون الى خمسة مدافعين يصعبون المهمة على اى فريق.
أيطاليا تحت قيادة دينو زوف فى يورو 2000 اعتبرت افضل من قدم كرة قدم ممتعة وجذابة ومؤثرة . ايطاليا وصلت الى النهائى وخسرت بالهدف الذهبى وخلال البطولة قدمت نموذجاً رائعاً بطريقة 3-5-2 فبوجود نيستا الليبرو وامامة كانافارو وفيرارا والظهيرين زامبراوتا والقائد مالدينى  اصبج صلابة دفاع المنتخب مصدر قوتة بالاضافة الى ما يمتلكة وقتها من مصادر متنوعة ومبتكرة فى خط الوسط.
البرازيل تحرز اللقب بفضل عمق 3-5-2
فكرة سكولارى بأعتماد هذة الطريقة كانت بسبب قوة انطلاقات وسرعة كافو وريبرتو كارلوس بالاضافة الى وجود صانع العاب مهارى كرونالدينو.سكولارى فاز بمباراة تلو الاخرى الى ان حصد اللقب. ادميلسون لاعب برشلونة السابق وليون الفرنسى كان من احد محاور الارتكاز فى الفريق يبدأ ادميلسون فى بعض المباريات كمدافع  ثالث بجانب لوتسيو وروكى جونيور ,حسب  مجريات المباراة يتقدم ادميلسون حتى يصير القاعدة الدفاعية فى مثلث خط وسط بجانب جليبرتو سيلفا وهذا قد يكون من مميزات هذة الطريقة لما فيها من مرونة وعمق.
اتجاة 3-5-2 يبدأ فى الانحسار
مع دخول كرة القدم الالفية الجديدة وظهور عدة طرق لعب واستراتجيات مختلفة عن 4-4-2 و3-5-2 وتطور كرة القدم بشكل عام أصبحت متطلبات الكرة الحديثة أكثر والجهد المبذول أكثر بدأ أتجاة 3-5-2 فى الانخفاض لحد ما وقلت استخدامها على مدار ما يقرب من عشرة اعوام مابين 2002 و2012, بل ولقبت الفرق التى ظلت وفية لهذا الاتجاة بالمدرسة القديمة ومنها على سبيل المثال.

مصر تحت قيادة حسن شحاتة مابين 2006و2010
 المنتخب المصرى حصد ثلاثة القاب افريقية متتالية ولن أقول انها كانت بسبب تطبيق هذة الطريقة الا انها كانت مثالية بشكل كبير وتتوافق مع خصائص اللاعبين والجيل المتواجد فى هذة الفترة وحصدهم لنجاح تلو الاخر لفت انتباة الكثيرين لجدوى هذة الطريقة, الا ان من اسباب النجاح المذكور سلفاً ان طريقة 4-4-2 كانت هى سائدة فى افريقيا حتى البطولة ما قبل الاخيرة وهى كانت نقطة أيجابية فى مواجهة فرق القارة السمراء وعندما واجهت بعض الفرق المنتخب المصرى بطريقة 4-5-1كالمنتخب الكاميرونى فى نهائى 2008 او المنتخب الجزائرى فى تصفيات كأس العالم 2010 واجة وقتها صعوبات كثيرة فى التحكم وفرض الايقاع الهجومى.
جوس هيدنك مرب منتخب استراليا فى كأس العالم 2006 اشتق من 3-5-2 طريقة 3-6-1 وضمنت لة تضييق المساحات امام منافسين اقوياء كاليابان وكراوتيا والبرازيل وايطاليا مع امتلاك الكرة بشكل جيد. نابولى أيضا فى رحلة صعودة من الدرجة الثانية للاولى استخدم طريقة 3-5-2 وفى اول موسم لة فى دورى الايطالى تحت قيادة ريجا احتل المركز الثامن باداء هجومى لافت للنظر
 وبعد ان ذكرنا النماذج التى لعبت بهذة الطريقة فى هذة الفترة دعونا نستعرض الحجج التى كانت ضد التمسك بهذة الطريقة رغم مميزاتها 
مراكزضعف 3-5-2
المتطلبات الجسدية وهى احدى الحُجج خاصة لظهيرين والسرعة المطلوبة منهم فى تغطية طول الملعب خلال الدقائق التسعين وهو يتطلب مجهود كبير فى ظل الرتم العالى لمباريات كرة القدم . دعنا نتصور عندما يلعب فريق بطريقة 3-5-2 مقابل فريق يلعب ب4-5-1معنى هذا بأن ثلاثة مدافعين فى مواجهة مهاجم واحد فلنفترض ان مدافع يراقب والاخر يقوم بتغطية معنى ذلك ان هناك مدافع زائد قد يسبب فى افساد الشكل التكتيكى لفريقة عندما يتطلب منة اداء دوراً اخر غير دورة فى خط الدفاع. كما كانت 3-5-2 اتجاة فى الحقبة الزمنية الماضية ولآن كل حقبة زمنية تتطلب وجود نزعة معينة أو اتجاة معين او موضة سائدة ولآن الموضة السائدة فى اخر عشر سنوات كانت ما بين 4-2-3- او 4-3-3 او اللعب بمهاجم وحيد عموما أو كما فى بعض الآحيان اللعب دون مهاجمين صريحين كما حال روما تحت قيادة سباليتى بطريقة 4-6-0 او أسبانيا فى امم اوروبا 2012 فان اللعب بطريقة المدرسة القديمة قد لاتجد صدى كافً الا اذا أثبتت نجاحها مرة أخرى او لان اللعب بمهاجم واحد اكتشف فية الكثيرون عيوبة الخاصة.
أعادة أكتشاف
بدأت محاولات انعاش طريقة 3-5-2 بعد ثبتت النتائج على مستوى المنتخبات الوطنية نجاحها. يورو 2012 فجأ المنتخب الايطالى فى مباراتة الاولى امام أسبانيا بطريقة 3-5-2ودفع برانديلى بدانيل دى روسى كمدافع متأخر بتعليمات تحق لة التقدم حسب المساحات المتروكة من جانب اسبانيا ليكون الرابط بين الدفاع وبيرلو ونجحت حينها خطة القاء وتعادلت ايطاليا 1-1.
كونتى واليوفى
 سنوات سيطر فيها اليوفتوس على بطولة الكاليتشو دون منازع تحت قيادة كونتى مدرب المنتخب الايطالى حالياً.كونتى برعَ فى تطبيق طريقة 3-5-2 باستخدام لينشتاينر وكودو اسامواة على الجبهتين اليمنى واليسرى ومن ورائهم بيرلو مهندس بناء هجمات الفريق. كونتى مع اليوفى سيطر على الدورى فى ايطاليا لكنة فشل اوروبيا فى عدة محطات ابرزها خروجة من دورى ابطال اوروبا موسم 2013-2014 وفى نفس الموسم خرج من دور قبل النهائى فى بطولة اليويفا ,خروح اوحى بلا شك بقصور رغم الاداء المقنع والجيد لفريق اليوفتس فى المواسم الماضية. الدورى الايطالى حظى بنصيب كبير فى تطبيق هذة الطريقة فا فى الموسم الماضى طبق كل من سامبدوريا والانتر واليوفنتوس وفيورنتيا طريقة 3/5/2 مع اختلافات طفيفة فى طريقة التنفيذ وهذا الموسم كل من اودينزى وجنوى وباليرمو 
فان جال و اصرارة على طريقة 3/5/2
كانت أصابة كيفن ستروتمان مفصلية فى تغير طريقة لعب المنتخب الهولندى قبل كأس العالم بثلاثة أشهر فقط! فان جال كان يعتمد على ستروتمان لاعب نادى روما على تطبيق طريقة 4-3-3 لكن مع أصابتة الطويلة ادرك الهولندى أن لا يوجد لاعب يستطيع ان يقوم بدور الرابط كستروتمان. اعلانة بتطبيق 3-5-2 كان غرضة ارساء مبدأ التوازن على اسلوب اللعب مع الاعتماد بشكل كبير على طرفى الملعب. لاشك بأن الهولندى خبيراً تكتيكياً محنكاً وظهر هذا فى مبارايتة فى كأس العالم وصل بالفريق الهولندى الى المركز الثالث بعد ان كان مرشحاً بالخروج من الدور الاول وكيفية اداراتة لمباراة أسبانيا , لكن اصراراة على تطبيق طريقة 3-5-2 مع مانشستر يونايتد تظل محل شك بعد تذبذب المستوى وعدم الثبات فى النتائج واخرها الخروج امام الارسنال فى دور الثمانية من كأس الاتحاد الانجليزى. عدم توافر مانشستر يونايتد على لاعبين يستطيعون التطبيق والتلائم مع اسلوب فان جال رغم الصفقات الكبيرة التى تمت قد تعجل من تغير اسلوب اللعب او تغير المدرب! لان الاصرار قد لا يُجدى نفعاً.3-5-2 قد تكون متوازنة بشكل كبير لكن ليس بشرط ان تنجح مع كل فريق
الكوت الديفوار تعوض جيلاً ذهبياً بواقعية رينارد بتطبيقة نفس الاتجاة
لفت انظار الكثيرين فوز الكوت الديفوار ببطولة امم افريقيا الاخيرة, رغم غياب العديد من الاسماء. رينارد عرف كيف يوائم لاعبية على تطبيق طريقة تخرج من عباءة 3-5-2 وهى 5-2-3 تتحول فى اوقات اخرى الى 3/4/3 رينارد اعتمد على سيرجى اوريير لاعب باريس سان جيرمان والشيخ تنية على الجبهة اليسرى مع وجود ثنائى ارتكاز خلف بعضهما وهما ديى ويايا تورية طريقة اثمرت عن الفوز بلقب رغم عدم جماليتها, الا ان حققت الاهم فى كرة القدم الحديثة وهى مبدأ التوازن.
كرة القدم تتغير من حقبة الى اخرى بسرعة مذهلة وهذا ينطبق أيضا على طرق اللعب والفلسفة المحيطة بها , طريقة 3-5-2 قد تكون قديمة بعض الشى خاصة انها وجدت فى فترة كان فيها الرتم بطيئاً مقارنة بحالياً الا ان كل عصر يضفى تغيراتة على الاتجاهات الحالية والسابقة فثم أن طريقة 3-5-2 قد أضيفت اليها العناصر التى جعلت من الرتم والاسلوب سريعاً فترى انها مناسبة لوقتنا هذا كما كانت مناسبة للحقبات الزمنية الماضية

No comments: